هل يجوز لفتاة تعيش في طرابلس الذهاب إلى بيروت للدراسة مع السكن هناك؟

الفتوى رقم 1794 السؤال: هل يجوز لفتاة تعيش في طرابلس الذهاب إلى بيروت للدراسة مع السكن هناك؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

سفر المرأة وحدها دون مَحْرَمٍ لا يجوز شرعًا بإجماع فقهاء المسلمين؛ لما رُوي في الصحيحين وغيرِهما، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ النبيَّ ﷺ قال: “لا يَحِلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرةَ ليلةٍ إلّا ومعها ذو مَحْرَمٍ منها”. هذا لفظ مسلم. وفيهما أيضًا: “لا تسافر المرأة إلّا مع ذي مَحْرَمٍ”.

قال الإمامُ النوويُّ الشافعيُّ -رحمه الله- في “شرح صحيح مسلم”: “فالحاصلُ: أنَّ كلَّ ما يُسمَّى سَفَرًا تُنهَى عنه المرأةُ بغيرِ زَوْجٍ، أو محرَمٍ؛ سواءٌ كان ثلاثةَ أَيَّامٍ، أو يومين، أو يومًا، أو بَرِيدًا، أو غير ذلك؛ لرواية ابن عباس المطْلَقة، وهي آخرُ روايات مسلم السابقة: “ولا تُسَافِر المرأةُ إلا مع ذي محرَمٍ”، وهذا يَتَنَاوَلُ جميعَ ما يسمَّى سَفَرًا، والله أعلم”. اهـ.

قال الحافظ ابن حجر العسقلانيُّ -رحمه الله تعالى- في “فتح الباري شرح صحيح البخاري”: “واستدلُّوا به على عدم جوازِ السفر للمرأة بلا مَحرَمٍ، وهذا إجماعٌ في غير الحجِّ والعُمرة، والخروجِ من دار الشركِ”. انتهى.

أمّا مُكْثُها وحدَها في المدينة فالأصل فيه الجواز، لكنّه في هذا الزمن فيه مخاطر كثيرة ومفاسدُ عظيمةٌ لغَلَبة الفساد على أهل هذا الزمن، إلّا إذا أمكن وجودها مع مجموعة من الطالبات المتديِّنات أو أحدٍ من محارمها وإلّا فلا ننصح به، لما يترتّب على إقامتها وحدَها من مخاطر ومفاسد، كما ثبت ذلك بالتجربة.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *