حكم اعتبار ادخار المال للزواج وشراء السيارة مانعًا من وجوب الحج
فتوى رقم 5078 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شخص يدّخر مالًا منذ سنوات لتغطية حاجاته الأساسية المستقبلية، مثل الزواج الذي يُخطِّط له بعد سنتين أو ثلاث، وقد بدأ أيضًا بادخار مبلغ لشراء سيارة تُعينه في التنقُّل مع الأهل بعد الزواج .لكنه قرَّر الآن شراء السيارة قبل الزواج، ليستخدمها في الذهاب إلى عمله البعيد، وليتعلم القيادة كونه مبتدئًا، ثم يحتفظ بها لحين زواجه. مع العلم أنه يستطيع تقديم طلب للانتقال إلى مقرِّ عملٍ أقرب، مما قد يُقلِّل حاجته العاجلة إلى السيارة، لكن هذا الطلب غير مضمون القبول، وقد يُرفض أو يُعيَّن في مكان أبعد، وإن كان احتمال القبول وارِدًا جدًا.
وعندما جاءت قرعة الحج، لم يتقدم، لأنه اعتبر أن المال الذي يملكه مخصصٌ لحاجاته الضرورية المستقبلية، وأن ذهابه إلى الحج الآن سيؤخِّر تحقيق هذه الأغراض لفترة طويلة. فبناءً على هذا التقدير، رأى أنه غير مستطيع ماليًّا.
فهل هذا التقدير صحيح شرعًا؟ وهل يُعتبر الحج قد تعلَّق بذمته لمجرد أنه لم يتقدَّم للقرعة، فيلزمه الآن أن يحتفظ بهذا المال إلى حين موسم الحج القادم؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
أخي السائل الزواج قد يكون واجباً وقد يكون مندوباً إليه، وقد يكون محرَّماً، واليوم الزواج بالنسبة لكثير من الشباب مندوب ولدى بعضهم واجب، خشية الوقوع في الزنا بسبب كثرة الفساد المنتشر في المجتمع. وأما أداء فريضة الحج والعمرة فهي من الواجبات الموسَّعة؛ يعني: يمكنه التأجيل. والحجُّ يجب في حالة توفر شروط الوجوب والتي منها أن يكون عنده فائض عن حاجاته وحاجة مَن يُنفق عليهم، ومن حاجاته وسيلة النقل التي ليست ضرورية لكنها حاجة كما في السؤال.
وعليه: فهو لا يجب عليه الحج حتى تتوفر شروط الوجوب والتي منها توفُّر مصاريف الحجِّ ونفقاتِه، وهي غير متوفرة بحسب ما ورد في السؤال . والله تعالى أعلم.








