سكن في منزل والده وأصلحه، وبعد فترة خرج منه، هل يحق له المطالبة بنفقة الإصلاح؟
فتوى رقم 4610 السؤال: السلام عليكم، رجل ورث بيتاً صغيراً من أخيه، ثم طلب ابنُه منه البيت ليتزوَّج فيه ريثما يبني بيتاً جديداً، فوافق الأب، فقام الابن بتصليحه وترميمه من أبواب ونوافذ ودهان وبلاط، ودفع الابن مبلغاً من المال عليه، طبعاً قبل الأزمة، وسكن فيه مدة طويلة، ثم تركه من تلقاء نفسه، لأنه بنى بيتاً جديداً، وهذا الابن أجّره لشخص آخر وكان يأخذ الأجرة بعلم الأب وموافقته، ولما أراد الأب المالك لهذا البيت بيعه، اعترض الابن وطلب منه تعويضه على ما أنفق فيه. السؤال: هل يحق للابن تعويضاُ على ما أنفقه؟ وهل يحق للأب المالك أن يطالبه بالسنوات التي سكنها في البيت كأجرة؟ علماً أن الأب لم يشترط عليه لا أجرة ولا غير ذلك.
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بدايةً، فإنَّ البيت ملك للأب، وعندما أذِن بسكنى ابنه فيه، لم يطلب منه أجرة ولم يطلب منه إصلاح البيت، بل أذن له. بالسُّكنى فقط ولم يملِّكه البيت، فإنَّ ما أصلحه الابن في البيت من أبواب وبلاط ونحوه يُعتبر تبرُّعاً منه؛ لأنه لم يشترط على والده أن يأخذ مقابل ما أصلحه، وأيضاً لا يحق للأب الآن أن يطالبه بما مضى، لأنه لم يعقد معه عقد إجارة، ويتفق معه على أجرة السُّكنى.
وعليه: فلا حقَّ للابن في هذا البيت طالما أن والده على قيد الحياة، ولا حقَّ له في المطالبة بما دفعه على إصلاح المسكن لأنه يُعتبر تبرُّعاً منه، ولا يَحِلُّ له منع والده من التصرُّف ببيته طالما أن الأب متصف بالرشد، ولا يحق للأب أن يطالب ابنَه بأجرة بيته الذي سكن فيه الابن سابقاً؛ لأن الإذن الصادر سابقاً كان هبةً للمنفعة فقط، وهي سُكنى البيت دون مقابل. والله تعالى أعلم.