هل يجوز ترك ابنتي مع والدها والسفر إلى الحج، علماً أنني أتابع موضوع صلاتها واستقامتها.

فتوى رقم 4608 السؤال: السلام عليكم، أنا مقدِّمة على الحجِّ مع ابنتي وزوجها هذه السنة، ولكن ضميري يؤنِّبني في ترك ابنتي الأخرى لوحدها مع زوجي، وهي من النوع كلما يؤذَّن يجب أن أذكرها بالصلاة، وأبقى هكذا حتى تصلِّي فرضَها، وفي بعض الأحيان تصلِّي لوحدها بدون أن أذكِّرها ولكن نادراً جداً، وهي محجَّبة وعمرها ١٤ سنة تقريباً، وهي بالغة، وليس عندها التزام بعدُ بالدين، وأقوم بمتابعتها في الأمور الدينية وأخاف عليها من المعاصي، وليس لديها تلفون، ولكن بوجودي بالبيت تأخذه مني لتكلِّمَ أصدقاءها بالصف للدروس، ولكن لا أعلم ماذا تتفرَّج عليه، ولا أسترجعه منها إلا بصعوبة، وزوجي إذا أراد نُصحها يعلو صوته عليها لعنادها القوي، يعني: لا أستطيع الاتكال عليه بمتابعة أمور دينها، فهل أنا محاسبة إذا تركتها وهي على هذا الحال، والحجُّ تقريباً بعد ٢٠ يوماً وهي الحجة الثانية لي بعد ١٣ سنة تقريباً، وليس لي أحد من أهلي ولا بيت حماي أضعها عندهم؛ لأنهم كلهم ليسوا ملتزمين للأسف. فأرجو أن تنصحوني شرعاً؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

المطلوب تذكيرها بأن الله تعالى مطَّلع عليها، وأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، والمطلوب من والدها الانتباه إليها. والمطلوب منك التوكُّل على الله تعالى، وأن تستوديعها اللهَ تعالى، فقد كان عبد اللَّه بن عُمَرَ رضي اللَّه عنهما يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا: “ادْنُ مِنِّي حَتَّى أُوَدِّعَكَ كمَا كَانَ رسولُ اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم يُودِّعُنَا فيقُولُ:أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ، وَأَمانَتَكَ، وخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ “رواه الترمذيُّ وقال: حديث حسن صحيح، والمعنى: أطلب من الله أن يحفظَ دينك، وأن يحفظَ عليه الأمانة- أمانة الدِّين وما استُؤْمن من حقوق الناس- أي يبقى أميناً ولا يخون، وأن يُحْسِنَ اللهُ خاتمته. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *