أنا أسافر مسافات طويلة، وأريد أن أجمع الصلوات كلها، فهل يجوز لي أن أفعل هذا بسبب المشقة والتعب في السفر؟
فتوى رقم: 4159 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أسافر مسافات طويلة، وأريد أن أجمع في صلاتي كلِّها، أي؛ الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، فهل يجوز لي أن أفعل هذا بسبب المشقة والتعب في السفر؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
معلوم أنَّ الله تعالى رخَّص للمسلم المسافرِ قَصْرَ الصلاة الرباعية، قال الله تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا) [سورة النساء الآية:101]
وروى مسلم في صحيحه عن يعلى بن أمية، قال: قلت لعمرَ بن الخطاب، ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا فقد أَمِنَ الناس، فقال: عجبتُ مما عجبتَ منه، فسألت رسول الله َّصلَّى الله عليه وسلَّم عن ذلك، فقال: صدقة تصدَّق اللهُ بها عليكم فاقبلوا صدقته”.
وبيَّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم الجمع، كما ثبت عنه في السُّنة الصحيحة؛ منها: حديث مسلم في صحيحه عن معاذ رضي الله عنه، قال: “خرجنا مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في غزوة تبوك فكان يصلِّي الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً.”
وقد وضَّح أهل العلم شروط الجمع والقصر، فالقصر لا يكون إلا للصلاة الرباعية، الظهر والعصر والعشاء فقط.
وأما بالنسبة للجمع فلا يكون إلا بجمع الظهر مع العصر (في وقت العصر) ويسمى جمع تأخير، والعصر مع الظهر (في وقت الظهر) ويسمَّى جمع تقديم، وبجمع المغرب مع العشاء (في وقت العشاء) ويسمَّى جمع تأخير، وبجمع المغرب مع العشاء (في وقت المغرب) ويسمَّى جمع نقديم.
وعليه: فلا يمكنك جمع الصلوات كلِّها في وقت واحد، والحرج الذي قد يسبِّبه السفر لأداء الصلاة يُنظر به، فإن لم يمكن دفعُه تصير الصلاة – حينئذٍ – قضاءً، وإذا أمكن دفعُه فلا تؤَّخر عن وقتها. والله تعالى أعلم.