السؤال: السلام عليكم، هل ذكر الصلاة على النبيِّ أفضل، أم ذكر لا إله إلا الله؟

فتوى رقم: 4154 السؤال: السلام عليكم، هل ذكر الصلاة على النبيِّ أفضل، أم ذكر لا إله إلا الله؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

بدايةً، فإنَّ المفاضلة بينهما لا تكون على الإطلاق؛ لأن المفاضلة مبنية أيضاً على الوقت؛ يعني أن الأفضلية في يوم الجمعة وليلتها مثلاً هي للصلاة على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ لحديث أوس بن أوس رضي الله عنه، قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: “إنَّ من أفضَلِ أيامِكُم يومَ الجُمُعة؛ فأكْثِرُوا عليَّ مِن الصلاة فيه، فإنَّ صلاتكم معروضةٌ عليَّ، قال: فقالوا: يا رسولَ الله، وكيف تُعرَضُ صلاتُنا عليك، وقد أرَمْتَ؟ قال: يقولون بَلِيتَ، قال: إن الله تبارك وتعالى حرَّم على الأرضِ أجسادَ الأنبياء.”

والأفضلية أيضاً في إجابة المؤذن – أثناء الأذان ومن بعده – هي الصلاة على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع النبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: “إذا سمعتم المؤذِّن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلُّوا عليّ، فإنه مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا، ثم سَلُوا الله لي الوسيلة، فإنها مَنْزِلَةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل اللهَ ليَ الوسيلةَ حَلَّتْ له الشفاعة”.رواه مسلم، وأبو داودَ، والترمذيُّ، والنَّسائيُّ.

يقول العلَّامة المـُناوي – رحمه الله – في كتابه: “فيض القدير”: فتلاوته ـ القرآن الكريم ـــ أفضل الذكر العام بأن لم يُخَصَّ بوقت أو مَحلّ، أما ما خُصَّ بأنْ ورد الشرع به فيه فهو أفضل، وأما إذا لم يكن للذكر سبب يقتضيه، فإن قراءة القرآن أفضل”. انتهى. قال الإمام النوويُّ: القرآن أفضل الذكر…

وجاء في الموسوعة الفقهية (21/236): لا تختلف الأحاديث في أن أفضل الأذكار بعد القرآن الكريم الكلمات الأربع: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.. وأما الأفضل من هذه الكلمات الأربع فهو كلمة لا إله إلا الله، صرَّح بذلك القرطبيُّ والطِّيِبيُّ واستظهره ابن حجر؛ لما في الحديث: “أفضل الدعاء يومُ عرفة وأفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له”.”انتهى.

روى البخاريُّ ومسلمٌ من حديث أبي هريرةَ رضي الله عنه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيء قدير، في يومٍ مائة مرة – كانت له عدل عشر رقاب، وكُتب له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحد بأفضلَ مما جاء، إلا رجل عمل أكثر منه”.

“. وروى الترمذيُّ عن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “مَن دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قديرٌ كَتَبَ اللهُ له ألفَ ألف حسنة ومحا عنه ألفَ ألف سيئة ورفع له ألفَ ألف درجة.”

وروى الترمذيُّ من حديث جابرٍ رضي الله عنه، أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “أفضل الذكر لا إله إلا الله“. ومنها حديث الترمذيِّ عن الطُّفَيْلِ بن أُبَيِّ بن كعبٍ، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، قال أُبَيٌّ: قلت، يا رسول الله إني أُكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئتَ، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئتَ فإنْ زدتَ فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئتَ، فإنْ زدتَ فهو خير لك، قال: قلت: فالثُّلُثَيْن؟ قال: ما شئتَ، فإنْ زدتَ فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلَّها؟ قال: إذن تُكفى همَّك، ويغفرُ ذنبُك.”

وعليه: فأفضل الذكر على الإطلاق القرآنُ الكريم، إلا في وقت له يجعل له أفضلية على غيره من الأذكار كما ذكرنا.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *