أريد أن أعقّ عن نفسي لأن والدي لم يعقّ عني

الفتوى رقم 4000  السؤال: السلام عليكم، ما حكم العقيقة؟ وإذا والدي لم يعقَّ عني، فهل أنا أعقُّ عن نفسي؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

اتفق الفقهاء على أن العقيقة غير واجبة (فمنهم من قال بأنّها سُنَّة، ومنهم من قال بأنها مباحة، ومنهم من قال بأنها مندوبة)، فيَعُقُّ الأب عن مولوده يوم السابع. وأجاز الشافعيَّة والحنابلة أن يُعَقَّ عن المولود بعد الولادة لا قبلها. ونصَّ فقهاء الشافعيَّة: “على أن العقيقة لا تفوت بتأخيرها لكنْ يُستحَبّ ألَّا تؤخَّر عن سنِّ بلوغ المولود، فإن أُخِّرت حتى يبلغ سقط حكمها في حق غير المولود -أي: الأب- وأما المولود فمخيَّر في العقيقة عن نفسه”. انتهى.

 ويُسَنُّ أن يُذبح عن الأنثى شاةٌ واحدة وعن الذكر شاتان، لكنْ لو ذُبح شاتان عن الأنثى فلا حرج، فالعدد ليس شرطًا، بل هو من قبيل الزيادة في القربة. ولذلك تجزىء الشاة الواحدة عن الذكر باتفاق الفقهاء. وقد أفتى الحنفيَّة والمالكيَّة أن لا مفاضلةَ بين الذكر والأنثى في العقيقة، خلافًا للشافعيَّة والحنابلة وبعض المالكيَّة؛ لما رواه الترمذيُّ بسند صحيح عن أم كُرْزٍ الخُزاعية رضي الله عنها، أنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول في العقيقة: “عن الغلام شاتان مُكافِئَتان، وعن الجارية شاة”.

ويُشترط في الشاة -أي الخروف- شروط الأضحية نفسها، وهي أن تكون الشاةُ عمرها سنة، وأن تكون غير هزيلة، وأن تكون سليمة من العيوب التي تُنقص لحمها. وأما بالنسبة لحديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “الغلام مرتَهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع، ويسمَّى، ويُحلق رأسه” رواه الإمام أحمدُ والترمذيُّ وأبو داودَ والنّسائيّ، لكنْ في روايتهما “رهينة” بدل: “مرتهَن”، وفي رواية للإمام أحمد وأبي داود: “ويُدمى” مكان: “ويسمى” وقال أبو داود: “ويسمّى أصحّ”.

 قال العلّامة الـمُناوي -رحمه الله تعالى- في كتابه “فيض القدير” (4/415): “مرتهن بعقيقته” أي هي لازمة له، فيشبه في عدم انفكاكه منها، بالرهن في يد مرتهنه، يعني إذا لم يُعَقُّ عنه فمات طفلاً، لا يَشْفَع في أبويه،كذا نقله الخطَّابي عن أحمد، واستجوده -أي استحسن هذا المعنى-. وتُعُقِّبَ (أي استُدْرِك عليه) بأنه لا يُقال لمن يَشْفع في غيره مرهون، فالأَوْلى أن يقال: إن العقيقة سبب لانفكاكه مِنْ الشيطان الذي طَعنه -(لما ورد في صحيحَيْ البخاري ومسلم: “أن الشيطان يطعن ابن آدم عند ولادته”)-حال خروجه، فهي تخليص له مِنْ حبس الشيطان له في أَسْرِه ومنعه من سعيه في مصالح آخرته”. انتهى.والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *