أمٌّ كانت تضرب أولادها ظلمًا بسبب ضغوطات عليها، ثم أدركت أنها تظلمهم
الفتوى رقم 3650 السؤال: السلام عليكم، أمٌّ كانت تضرب أولادها ظلمًا بسبب ضغوطات عليها، ثم أدركت أنها تظلمهم، فهل تطلب منهم أن يسامحوها؟ أم يكفيها الاستغفار؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
الضرب لأجل التأديب مسموح به شرعاً بشروط؛ منها: أن يجتنب ضرب الوجه، والأماكن التي تلحق به ضرراً كالرأس والعضو التناسلي والبطن ونحوه، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إذا ضرب أحدكم، فليجتنب الوجه، ولا يقل: قبَّح الله وجهك” رواه الإمام أحمدُ في مسنده.
ومنها: أن لا يترك الضرب أثرًا على الجسد كالزُرقة والحمرة.
ومنها: أن لا يقصد بالضرب الإيلام والانتقام بل التأديب فقط. روى البخاريُّ في “الأدب المفرد” وغيرُه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “مَن لم يرحم صغيرنا، ويعرف حقّ كبيرنا، فليس منّا “.
وعليه: فإن كان الضرب للأولاد فيه تجاوز لما ذكرناه، كان ظلماً وتعدِّياً، ويجب على الضارب التوبة والاستغفار، قال الله تعالى: (فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة المائدة الآية:39]، وقال تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) [سورة النساء الآية:110].
ومن شروط التوبة ردُّ المظالم إلى أهلها، ويدخل فيه طلب السماح والتحلُّل من المظلوم وهو الأفضل؛ لأن هذا التحلُّل يجعل القلوب مُؤتلِفة، ويُزيل ما علق بها من ضغينة أو حقد نتج عن هذا الضرب.
والله تعالى أعلم.