مليون مسلم + 1..
تُركستان الشرقيَّة بلدٌ مسلمٌ، احتلَّته الصين في العام 1949م، وأسمته –زورًا- شينجيانغ؛ أي الحدود الجديدة، يعيش في هذا الإقليم أحد عشر مليونًا من المسلمين من عرق الإيغور متجاورين مع بعض أقلّيات أخرى، وتدّعي الصين –زورًا أيضًا- أنهم يتمتعون بجميع حقوق الصينيين الأصلاء! لكنَّ الواقعَ الذي شهدت به المنظَّمات الدولية يدحض هذا الادّعاء؛ فالبلاد أشبه بمعتقلٍ كبيرٍ زُجَّ بين جدرانه ما يزيد على مليون مسلم، لا تُهمة لهم سوى دينهم، واختلاف عرقهم، ومطالبتهم بالتسوية في واجبات المواطن الصينيّ وحقوقه!”إدريس حسن” أحد هؤلاء فرّ بدينه إلى تركيا حيث يتمتع الإيغور المسلمون بحسن الإيواء؛ فأصولهم ترجع إلى الترك، ويزيد عدد المهاجرين إليها على خمسين ألفًا، تطالب الصينُ تركيا بإعادتهم مرحَّلين إليها! هناك عاش الشابّ “إدريس” مع أطفاله الثلاثة آمنًا تسع سنوات، حتى قرر الانتقال إلى البلد العربيّ (المغرب)، هناك تمّ اعتقاله باعتباره مطلوبًا إلى الصين الماوِيّة الشيوعيّة!
أيّ أخوّة دينيّة هذه؟! أهكذا يُفهم قولُ النبيّ r: “المسلمُ أخو المسلم، لا يَظْلِمُه ولا يُسْلِمُه” رواه البخاريّ. أم أنّ ضغوط الصين الاقتصادية، وتبادلاتها التجارية باتت عند هؤلاء مقدَّمةً على أيّ اعتبار آخر؟!
مليون مسلم زجَّت بهم الصين في ظلمات معتقلاتها ولم تكتفِ بذلك؛ حتى طالبت المغربَ بتسليم واحد أيضًا.
نحن إذ نشدُّ على أيدي المطالبين بعدم تسليم “إدريس”، لَنؤكد بأن واجبنا الشرعيّ أن نؤازر كلَّ مضطهد مسلم، وندعم قضيته ونرفع الظلم عنه، وأن لا نتواكل على منظمات حقوقية، ولا هيئات أممية، ولا دول ترفع رايات الحرية والمساواة والعدالة، وهي –في واقعها- تنكّل بأصحاب القضايا المحقّة، وتناصر المعتدين في أرجاء الأرض.