لديَّ ابنة أخذت -من دون علمي- 100 ألف ليرة لبنانية، وعمرها 12 سنة، فكيف أعاملها؟
الفتوى رقم 2824 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لديَّ ابنة أخذت -من دون علمي- 100 ألف ليرة لبنانية، وعمرها 12 سنة، فكيف أعاملها؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بدايةً، فلننظر في أسباب إقدامها على سرقة هذا المبلغ، ربما يكون السبب هو التقصير من ناحية الأب أو الأم، ثم بعد ذلك نبيِّن لها حُرمة هذا الفعل، ونبيِّن لها أنّ السرقة كبيرة من كبائر الذنوب، فقد روى البخاريُّ ومسلم في صحيحَيْهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “لعن اللهُ السارقَ، يسرق البيضة فتُقْطع يدُه، ويسرق الحبل فتُقطع يدُه”، وغيرها من الأحاديث.
ولا بدَّ من تنمية الوازع الديني من ناحية أن الله تعالى مُطَّلِعٌ علينا وأنه يرانا فلا بدَّ من أن نستشعر الرقابة الربانية، يقول تعالى: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا) [سورة الأحزاب الآية: 52]، ويقول في آية أخرى: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور) [سورة غافر الآية: 19]. وقال تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا) [سورة آل عمران الآية: 3]. فإذا استشعرت هذا المفهوم، فلا شك بأنه سيترك أثراً طيباً لديها.
والله تعالى أعلم.