حكم الاحتفال بعيد الأم، أو عيد الزواج؟

الفتوى رقم: 1340 السؤال: ما حكم الاحتفال بعيد الأم، أوعيد الزواج؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
يوم الأم، أو ما يسمَّى عيد الأم

بالنسبة ليوم الأم، أو ما يسمَّى عيد الأم؛ فالأصل أن تخصيص يوم في السنة للاحتفال بالأم بدعة، وفيه تشبُّه بغير المسلمين، والإسلام أوجب على المسلم أن يُكرم أمَّه وأباه، وحذَّر من عقوقهما، ورتَّب على العقوق عقابًا في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [سورة لقمان الآية: 14]، وقال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا) [سورة الأحقاف الآية: 15]، وقد بيَّن لنا النبيُّ ﷺ فضل الأمهات عندما جاء رجل إليه ﷺ يسأله: مَن أَحَقُّ الناسِ بصحابتي؟، قال: “أمُّك”. قال: ثم من؟، قال: “أمُّك”. قال: ثم من؟، قال: “أمُّك”. قال: ثم من؟، قال: “أبوك” متفق عليه. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “رِضَى اللَّهِ فِي رِضَى الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ”. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ. وروى البزَّار في مسنده، والطبرانيُّ في معجمه: “أن رجلًا كان يطوف بالبيت الحرام حاملًا أمَّه يطوف بها، فسأل النبيَّ ﷺ: هل أَدَّيْتُ حقَّها؟، قال: “لا، ولا بزفرة واحدة” أي: من زفرات الطَّلق والوضع ونحوها. وعن ابن عمرَ رضي الله عنهما، عن رسول الله ﷺ قال: “ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاقُّ لوالديه، ومدمن الخمر، والمنَّان عطاءه. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاقُّ لوالديه، والديوث، والرَّجِلة” (والرَّجِلَةُ: المتشبِّهة بالرجال) “رواه النسائي والبزار. وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “ما من ذنب أحرى أن يُعجِّل الله عقوبته في الدنيا، مع ما يدَّخر لصاحبه في الآخرة، من البغي وقطيعة الرحم” رواه أبو داودَ والترمذيُّ وابن ماجه.

بناء عليه: فإذا لم يُقصد بتلك السهرة التي لا تتضمن مخالفات شرعية التشبُّه بمن يخصِّص هذا اليوم في السنة فلا حرج، وإن كان الأفضل أن لا يكون في تلك الليلة سهرة، مخالفةً لمن عيَّن يومًا واحدًا في السنة للأم.

الاحتفال بمناسبة الزواج

أما بالنسبة للاحتفال بمناسبة الزواج فلا حرج فيه، بشرط أن لا يتضمن أمورًا محرَّمة؛ كالاختلاط، وكشف العورات، والمعازف المحرَّمة، أو تشبُّهٍ بالكفار والفساق.. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *