حول صحّة قراءة بعض السور بعد الصلوات

الفتوى رقم: 696 السؤال: السلام عليكم، أنا أقرأ عند صلاة الفجر سورة يس والواقعة والدُّخان والرحمن، وذلك قبل أو بعد صلاة الفجر لما لتلاوتها من فائدة على الإنسان، ولكن كما أعرف أن كلَّ سورة يجب أن تقرأ بعد كلِّ فرض مثل يس بعد الفجر والواقعة بعد صلاة الظهر، والدُّخان بعد صلاة العصر….إلخ، ولكن أنا أقراه كلها بعد صلاة الفجر، فهل هذا يجوز، وأحصل على فائدتها؟ أم يجب أن أقرا كلَّ سورة بعد كل صلاة؟
والسؤال الثاني: أحدهم قال لي: إن قراءة سورة البقرة كلَّ يومٍ تفرِّج عن الإنسان كربة، هل أستطيع أن أقرأ كلَّ يومٍ صفحتين منها؛ بما أنها كبيرة وليس لدي الوقت لقراءتها كلِّها كلَّ يوم؟ وشكرًا جزاك الله كلَّ خير.

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

ما ذُكر في السؤال غير صحيح، ولم يَقُلْ أحد من أهل العلم بهذا القول، فلا تجب قراءة سورة معينة بعد الفاتحة في أي صلاة؛ سواء كانت فرضًا أو سُنَّة، إنما الوارد استحباب بعض السور في أوقات معينة.

فضل قراءة سورة البقرة

وأما بالنسبة لقراءة سورة البقرة فقد ورد في السُّنَّة الصحيحة عن أبي هريرة أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يَنْفِرُ من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة” رواه مسلم في صحيحه.
قال الإمام النوويُّ رحمه الله: في شرحه لصحيح مسلم “(6/69): “هكذا ضبطه الجمهور “يَنْفِرُ” ورواه بعض رواة مسلم “يَفِرُّ” وكلاهما صحيح. انتهى.

وعن أبي أمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: “اقرءوا سورة البقرة فإنَّ أَخْذَهَا بركة وتركَها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلة.” رواه مسلم في صحيحه. البَطَلة: السحرة.

والمقصود من هذين الحديثين قراءة جميع هذه السورة وليس جزءًا منها، ولا يُشترط أن يكون القارئ واحدًا من أهل البيت، بل لو وُزِّعَتْ بينهم لجاز، ولا يُشترط أن تكون متواصلة فلو جزَّأها ثم أتمَّ قراءتها صدق عليه أنه قرأها ما دامت القراءة في نفس اليوم، وإن كان الأفضل في ذلك كلِّه أن تُقرأ دفعة واحدة ومن شخص واحد.

وروى ابُن حبان في صحيحه عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا نَهَارًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ”.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: (وهو أحد رواة هذا الحديث): قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ” أَرَادَ بِهِ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ دُونَ غَيْرِهِمْ.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *