شعارنا: حياة.. ورؤيتنا: بناء | بقلم الشيخ يوسف القادري | مسؤول جمعية الاتحاد الإسلامي – البقاع

شعارنا: حياة.. ورؤيتنا: بناء

على امتداد عُمُر جمعية الاتحاد الإسلامي في لبنان اجْتَهَدَتْ أن تَنْتهج هَدْي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحياة، وكانَ هدفُ الدعوةِ والإصلاح وإحياء تعاليم الدين هو ركيزة واضحة في قائمة أهدافها، فقد انطلق نشاطها أولاً باسم “لجنة الدعوة والتعليم الشرعي”، ثم تكرس هدف الدعوة بعد ذلك بتأسيس الجمعية قبل ٢٥ عاماً.

سَعَت الجمعيةُ جاهدةً في البناء والتنمية والتزكية؛ اقتفاءً لهدف رسالة الإسلام؛ كما قال ربنا سبحانه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: ٢] فالإنسان -في منظورنا- هو الثروة العظمى؛ رِجالاً ونساءً صغاراً وكباراً؛ {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الأسراء: 70].

وخطوات “التزكية” والتنمية المستمرة تَبدأ من الفَرد؛ فإذا صَلَح في إيمانه وعِلْمِه وعباداته وسلوكه ومهاراته تَحوَّل تدريجياً إلى داعية مُصْلح حيث هو: في مدرسته وجامعته، وأسرته ومَتجره، وأفراحِه وأتراحِه، في سَفرِه وإقامتِه؛ {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام: 162]. فيعيش الإنسان في كل نَفَس من أنفاسه مع مقتضيات الإيمان؛ يعمل بها وَحدَه في خلوته، كما يتعاون – ضمن فريق واسع مع إخوانه وأخواته – على فَهم واقعه؛ ومعرفة نقاط قوّته لاستثمارها، ونقاط ضعفه لمعالجتها، والتحديات لمواجهتها، ولتقدير أنسب الوسائل والمؤسسات الموصلة إلى إعادة الإسلام والمنهج الرباني إلى قلوبنا وحياتنا، وإنقاذ البشرية من بؤس وشقاء الأهواء البشرية والمناهج الوضعية المخالفة لدين الله، وتسعى لإعادة ثقة المجتمعات بالإسلام لإقناعها بالخروج من الظلمات إلى النور لتتحول إلى شريك في شرف وظيفة الدعوة ونيل مكافأة الرحمة الإلهية:

{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة: 71].

ولذا كانت لجنة الدعوة التي تقيم النشاطات الدعوية المفتوحة وتشرف على المساجد والأئمة والدعاة، وكان القسم النسائي فـ”النساء شقائق الرجال”، وعالم الفرقان للفتيات والفتيان بالدورات الصيفية واللقاءات الشتوية والمسابقات التحفيزية، والمنتدى الشبابي الذي يواكب الشبان والشابات بمختلف النشاطات المفيدة، والمنتدى للتعريف بالإسلام الذي يعرف ديننا بأكثر من ٤٠ لغة فاعتنق الإسلام عبره 265 مهتدياً ومهتدية من العرب والعجم، ودار القرآن الكريم للحفظ وللتلاوة التي خَرَّجت 235 حافظاً وحافظة، ومؤسسة نماء للتكافل والتنمية التي تهيئ للأُسَر المتعثرة مشاريع إنتاجية صغيرة وللأيتام والمعوزين مساعدات طارئة ودورية، ولجنة المرأة والأسرة “حنايا”، ومجلتنا إشراقات التي تخاطب المثقفين وكل أفراد الأسرة، وصولاً إلى مدرسة الحياة الدَّولية التي تتميز يوماً بعد يوم في استثمار نظام البكالوريا الدَّولية IB تحت إشراف شرعي لبناء الإنسان…

وبعد إطلاق مؤسسات الجمعية وخدماتها في بيروت وطرابلس وعكار وصيدا والإقليم… انطلق نشاطها في البقاع منذ ٧ سنوات ليتكلل هذا العام بافتتاح مؤسسته الأولى في المنطقة. يرافق ذلك تعاون وتنسيق وتكامل مع مؤسسات شبيهة في العالم الإسلامي.
كل ذلك بطول نَفَس ودَأَب وجِدّية، وبِأُنس صحبة العلماء ورأي الحكماء، وبوسطية أهل السنّة والصفاء، محافظين على الأخوّة والوحدة مع أمّتنا وجماعة المسلمين، متعاونين مع ساحتنا في القضايا الكبرى والمشتركة.

وقد اخترنا شعار عامنا هذا الخامس والعشرين: 25 عاماً… اتحادنا حياة.

ونكرر الشُكْر لأصحاب الأيادي البيضاء الذين لم يبخلوا في بذل الرأي والجهد والعطاء عبر هذه المسيرة المستمرة بإذن الله تعالى تجاه تحقيق رؤيتها في:

بِناء الإنسان الصالِح بذاته المُصلح لمجتمعه بجهدٍ مؤسّساتي يسعى للتقدم بالواقع نحو إسلامنا الجميل المشرق بِجِدّ وفاعليّة، وبِحكمة ورَوِيّة.

بقلم الشيخ يوسف القادري
مسؤول جمعية الاتحاد الإسلامي – البقاع

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *